يصل إلى معنى: الحكيم والمجيد والذكر.. ثم يواصل ليفهم الأحرف الثلاثة من الاسم الأعظم الربوبي، ثم يفهم الربط بين حرف القاف في أول سورة قاف، والقاف في اسم القرآن الكريم.. وبعد ذلك يمكن أن يسير رويدا رويدا حتى يكون من أهل: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. (سورة الحشر: 21).
ثم يترقى إلى درجة أعلى فيكون من أهل: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا. أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا، ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله، إن الله لا يخلف الميعاد. (سورة الرعد: 31) * * التعليقات (1) رواه ابن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللئالي: 4 / 116، وفيه: (تجلى لخلقه في كلامه). وفي البحار: 89 / 107، عن أسرار الصلاة. والبهائي في مفتاح الفلاح ص 292، وفيه: (تجلى الله لعباده في كلامه).
وقال الزركشي في البرهان: 1 / 452، في أنواع القراءة: (الأول، من يشهد أوصاف المتكلم في كلامه ومعرفة معاني خطابه، فينظر إليه من كلامه وتكلمه بخطابه..... لأن الكلام ينبئ عن معاني الأوصاف، ويدل على الموصوف. وهذا مقام العارفين من المؤمنين لأنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته، ولا إلى تعلق الإنعام به، من حيث أنه منعم عليه، بل هو مقصور الفهم عن المتكلم، موقوف الفكر عليه، مستغرق بمشاهدة المتكلم، ولهذا قال جعفر بن محمد الصادق: لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون).
وقال الفيروزآبادي في هامش العروة الوثقى: 2 / 434: (الظاهر أن أمير المؤمنين وأولاده الطيبين سلام الله عليهم أجمعين، لهم درجات أخرى فوق هذه، بأن يعبدوه من غير أن يجعلوا شيئا غاية يقصد، ويكون لهم أمر زائد ملحوظ بالتفصيل يكون هو المحرك دون أن