والكلمة هي: (لقد تجلى الله لخلقه بكلامه، ولكنهم لا يبصرون). (1) إنه أمر محير واقعا، أن يتجلى الله بكلامه لخلقه ولكنهم لا يبصرون! وهذه الجملة في عالم العلم معجزة، فالمعجزة للعوام تختلف عن المعجزة للخواص، والإنسان الذي وصل إلى درجة البلوغ العقلي يعرف منها أن الإمام الصادق عليه السلام متحد بكله مع القرآن، وبهذا الاتحاد متحد مع تجلي الله تعالى في القرآن، فهو حكيم قرآني عليه السلام.
ومن هذه الجملة نفهم أن الإمام الصادق عليه السلام قصد بالتجلي كلام الألوهية التكويني، لا الرحمانية، ولا الرحيمية، ولا العليمية، ولا السميعية..! فقد اختار من الأسماء الحسنى اسم الله تعالى وقال: لقد تجلى الله، ولم يقل تجلى العلي العظيم مثلا، ليفهمنا ما هو القرآن، الذي لم نفهم ما هو!
لقد تجلى الله.. هذا هو القسم الأول، وفي اسم الله تعالى ميزة على التسع وتسعين إسما، ميزة في المسمى، وفي الاسم..
أما في المسمى فإن المسمى به الله مقام يجمع كل الأسماء الحسنى والصفات العليا، من الجمال، والكمال، والجلال.
وأما في الاسم، فإن خصوصية اسم الله تعالى من بين أسمائه كلها، أن حقيقة غيب الغيوب مندرجة فيه، وحقيقة المالكية الربوبية، وحقيقة بساطة الذات، الحاكية عن الوحدة الحقة الحقيقية.. كلها مندرجة فيه!
نحن عندما نقرأ كلام الإمام الصادق عليه السلام، لا نستطيع أن نستفيد منه كما ينبغي، لأنا لم نصل إلى عظمة ذلك الإمام الذي صدر عنه! نعم، نحن نقبل كلامه بدليل التعبد والتقديس لشخصيته صلوات الله عليه، لكنا مع الأسف لانبذل جهدنا في فهمها، بل ترانا نولي أهمية أكثر لسطور الشفاء، وكلمات