أما صاحب ذلك المصنع، فهو الحجة بن الحسن عليه السلام فهو الذي يملك أن ينفخ فينا بإذن ربه، لاغيره!
نعم، إننا وجها لوجه أمام ذلك النور الإلهي عليه السلام ولا نحتاج إلى عمل آخر ولا إلى الذهاب إلى شرق أو غرب، فهو عليه السلام حاضر دائما، وما علينا إلا أن نخرج معدن زجاجنا ونهيئه لصانع المصابيح، ليتفضل بصنع مصباحنا منه، ويصله بتيار الكهرباء، وينتهي الأمر!
من أين يبدأ هذا الطريق..؟
يبدأ من هنا.. تأملوا فيما يقوله الله تعالى في قرآنه الذي هو فوق كلام البشر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بسم الله الرحمن الرحيم. يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا. إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا. (سورة المزمل: 1 - 6).
يا أيها المزمل.. من يتكلم مع من؟
المفتاح هنا، فلنقرر جميعنا من هذه الليلة أن نطبق: قم الليل، فكل ما يوجد مخزون في ذلك الوقت، فلنحرص عليه مهما كلفنا أمره!
إن هذه الآيات برهان ولا أقوى منه، فأول السورة خطاب موجه إلى شخص النبي صلى الله عليه وآله: قم الليل.. ثم قال له: ورتل القرآن ترتيلا.
إن كل هذا التأكيد من الله تعالى على صلاة الليل له سر، وهو محسوب بحساب، وهو تأكيد على خير كبير.. وطريق الله لابد أن نتعلمه من الله تعالى ومن المعلمين الذين عينهم لنا.
لاحظوا أنه في آخر سورة المزمل وجه الله تعالى خطابه للنبي صلى الله عليه وآله الذي له حساب خاص لأنه النبي الخاتم، ثم وجه الخطاب لأمته معه: إن ربك يعلم