أو كالذي يمسك بيديه جمرا شديد الحرارة، غير مكترث باحتراق يده؟!
وما هذه الدرجة من الإيمان التي جعلت النبي صلى الله عليه وآله يتشوق إلى لقائهم؟! فأخبره الله تعالى بأسمائهم وأسماء آبائهم، قبل ولادتهم بقرون؟!
هؤلاء هم عصارة العالم وثمرات النبوة والإمامة، الذين ربتهم غيبة الإمام عليه السلام ورباهم الإمام عليه السلام في غيبته، الذين صبروا وعبروا الإمتحانات الإلهية حتى وصلوا إلى مقام الأخوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وهي درجة عظيمة تلي درجة المعصومين عليهم السلام، وإن لم تصل إلى درجة المؤاخاة لأمير المؤمنين عليه السلام.
هؤلاء الذين وصلوا بصبرهم، وبحبسهم أنفسهم على الله ورسوله وحجته إلى هذا المستوى الرفيع!
وكذلك هو عصر الغيبة عصر بلاء وامتحان، وإخراج للجواهر الكامنة إلى عالم الفعلية، بأنواع من الابتلاء والامتحان!
في الإمامة والتبصرة ص 130: (عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟! فعند ذلك تميزون، وتمحصون، وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين وإمارة من أول النهار، وقتل وخلع من آخر النهار).
فعند ذلك تميزون.. وهذه هي المرحلة الأولى، مرحلة الفرز وتمييز الخبيث من الطيب!
والثانية: تمحصون، كتمحيص المعدن، كالذهب عندما يصهر وتضاف إليه مواد لإخراج ثفالته.
والثالثة: تغربلون، كغربلة الحنطة لاستخراج زوانها، وحبها الضعيف الذي يسقط من الغربال!
وفي رواية الشيخ الطوسي رحمه الله أن الإمام عندما وصل إلى المرحلة الثالثة التي