فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا، إنكم أصحابي، وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا! أولئك مصابيح الدجى ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة).
والعباس بن معروف موثق بتوثيق النجاشي، عن حماد بن عيسى، أحد الذين أجمعت الطائفة على تصحيح ما يصح عنه، عن أبي الجارود، الموثق بتوثيق المفيد، عن أبي بصير، أحد أركان الأرض والأوتاد الأربعة.
اللهم لقني إخواني.. قالها النبي صلى الله عليه وآله مرتين لا مرة واحدة! قالها الذي نفسه، ونظرته، وكلمته، تعدل عالم الوجود! فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا، إنكم أصحابي. فأنتم فقط بمستوى الأصحاب أما الإخوان فغيركم!
روحي لك الفداء يا صاحب الزمان، من أنت أيها الرباني حتى بلغ تلاميذك الذين ربيتهم، وخدامك الذين يتشرفون بخدمتك، درجة أن يحسبوا إخوانا للنبي صلى الله عليه وآله، فيتمنى لقاءهم والحديث معهم؟!
أي سر كامن في شخصك، أودعت منه فيهم، يا غيب الله المكنون، وسره المرموز؟! (وإخواني قوم من آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم! لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء أو كالقابض على جمر الغضا. أولئك مصابيح الدجى ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة).
ما هذا المعدن وهذه التربية التي جعلتهم أصلب في دينهم ممن يمسك جريدة شوك القتاد فيخرطها بيده في الليل دون أن يرى أين يصيبه شوكها،