فإن فهمت هذا، فهمت من هو إمام العصر والزمان صلوات الله عليه!
سئل الإمام الصادق عليه السلام عن تفسير قوله تعالى: ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون؟ فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة الغائب، وشاهد ذلك قول الله عز وجل: ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين. (كمال الدين: 2 / 340) (1) وعندما يستدل الإمام الصادق عليه السلام فعلى نوابغ البشرية أن يشغلوا أفكارهم ويتأملوا في أعماق كلامه! فقد استدل هنا بقوله تعالى: ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه.. الخ. ومعناه أن نزول الآية من الله تعالى أمر محقق، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن يتنظرها: فانتظروا إني معكم من المنتظرين! وأن هذه الآية المنتظرة من الغيب المختص بالله تعالى: فقل إنما الغيب لله.
وعلى هذا فخاتم الأنبياء، الشخص الأول في العالم، وعصارة الخلقة والبعثة صلى الله عليه وآله، مأمور بأن يعدهم بآية غيب الله التي ستتحقق على يد ولده الموعود عليه السلام ويقول لهم: إني معكم من المنتظرين!!
إن وجود العالم من بدوه إلى ختمه كان ينتظر وجود النبي صلى الله عليه وآله، وهو ينتظر مهديه الموعود عليه السلام!
هذا هو الإمام المهدي، الذي يوجد فيه كل ما ضيعه العالم!
هو الذي تتطلع إليه الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله!
إنه المقام الكبير والمنزلة العظيمة بنص صحيح السند لا شبهة فيه، فرسول الله صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء وسيد الرسل ينتظر حفيده الموعود المهدي عليه السلام ويتمنى لقاء أصحابه فيقول وددت لو رأيت إخواني! أو يقول: آه شوقا إلى إخواني!