هي الغربلة، قالها ثلاثا (لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفو). وهو يعني أن خلط الأوراق في المؤمنين وغربلتهم قرب الظهور، تحصل ثلاث مرات! (4) وتكون الغربلة الثالثة أصعبها (إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة، حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا).
هذا هو الطريق، وهذا هو المسار الذي ينتظره رسول الله صلى الله عليه وآله في أمته! وهذا هو التكامل الذي سنه الله تعالى بقوانينه في ابتلاء الأمم والأنبياء والأئمة عليهم السلام، حتى تصل شجرة البشرية إلى ثمرتها في دولة العدل الإلهي!
إنها من أسرار الغيبة التي قدرها الله تعالى لخاتم الأئمة من عترة نبيه صلى الله عليه وآله وجمع فيها غيبات أنبيائه كلهم عليهم السلام.
وهذا هو الغائب الذي جعله الله مظهرا لغيبه ومظهرا لشهادته، فهو في غيبته في مقام غيب الغيوب، فإذا جاء وقت ظهوره جعله الله مظهرا للشهادة (محق كل حق، ومبطل كل باطل)! فأي قدرة يعطيه إياها حتى يستطيع أن يحق بيده كل حق، ويبطل بيده كل باطل، بالعموم الوضعي لهذه الكلمة.
صلوات الله عليك يا منتهى الآمال (المنتهى إليه مواريث الأنبياء، ولديه موجود آثار الأصفياء، المؤتمن على الصدق، والولي للأمر...
إقرؤوا عن واحد من مواريث الأنبياء عليهم السلام حتى تعرفوا ما خبرها؟! أحدها قوله تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون. وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. (سورة البقرة: 30 - 31)