وإياه)، والله يعلم ماذا قال الله تعالى في هذه الباء واللام، وماذا فهم منهما النبي صلى الله عليه وآله. والله يعلم أي يوم سيكون ذلك اليوم الذي سيظهر فيه ما قاله الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله عن وليه المهدي صلوات الله عليه؟!
إن العلماء الحكماء القرآنيون وحدهم يفهمون معنى: وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وليس الحكماء بالفلسفة اليونانية أو الغربية!
إنها كل الذخائر المعنوية والمادية، ذخائر عالم الملك والملكوت، وكنوزهما ومكنوناتهما، يظهرها الله لوليه وحجته المهدي عليه السلام! فأين منها ذخائر الأكاسرة والقياصرة والفراعنة، وملوك الأرض وأغنياؤها؟! إنها ذخائر الأنبياء والأوصياء ودفائن السفراء عليهم السلام، يجمعها الله ويظهرها له!
وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي. والسر والواحد منها لا ينهض بتحمله العالم كله، فكيف بجمعها؟! فأي قلب قلب الإمام المهدي عليه السلام الذي يتحمل أسرار رب العالمين عز وجل؟! نعم هذا هو إمام الزمان أرواحنا فداه!
وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني.. وإنفاذ أمر الله تعالى يعني به قوله تعالى: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. (سورة يس: 82) فخزانة ذلك الأمر قلب صاحب الزمان عليه السلام!
ذلك وليي حقا.. وصفة حقا هنا لا بد أن تتناسب مع قائلها وموضوعها!
ومهدي عبادي صدقا.. أي هو المهدي من عبادي بالهداية الخاصة الكاملة!
لقد بدأ كلام الله تعالى عن وليه المهدي باسم (القائم) وختم باسم (المهدي) وكلاهما من ألقابه الخاصة عليه السلام ولهما دلالات، وفيهما أسرار!
وهذا الحديث الذي رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة، يفسر معنى لقب المهدي عليه السلام وعسى أن نتوفق في فرصة أخرى لشرحه وفهم بعض لطائفه وإشاراته، فقد سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام: لأي شئ سمي المهدي؟