وتكبيري وتمجيدي، وهذا هو المطلب الأول المتعلق بالله تعالى، والذي يخشع عنده الفهم والعقل! فإن المعارف الإلهية عدة كلمات تتلخص ب (سبوح، قدوس، لا إله إلا الله، الله أكبر).
وعندما أراد الله تعالى أن يخلق آدم عليه السلام أخبر الملائكة: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون. (سورة البقرة: 30) أما السر الذي قال عنه تعالى: إني أعلم ما لا تعلمون، فقد بينه لمن يفهم أسراره فقال لنبيه صلى الله عليه وآله في معراجه: وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي. وبذلك تعرف مقام ذلك الشخص العظيم الذي به يعمر الله أرضه بذكره! هذا هو المطلب المرتبط بالإمام المهدي عليه السلام مما يتعلق بالله تعالى وتقديسه.
والمطلب الثاني: وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي. ففي عالم الخلق خطان صعودي ونزولي، أولياء الله وأعداؤه. وغرض الله تعالى من خلق الإمام المهدي عليه السلام هذا الجوهر الفريد في مخلوقاته، إعمار الأرض بتنزيهه وتقديسه، هذا ما يتعلق بذاته المقدسة، وأن يطهرها به من أعدائه، وأن يورثها به لأوليائه!
والمطلب الثالث: وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا.
سبحان الله، من هو الإمام المهدي؟ وماذا أودع في شخصيته من قدرة وأسرار حتى صار تحقق علو كلمته العليا به؟! وتحقق سفول كلمة الكفر السفلى به؟!
والمطلب الرابع: وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي. ولا يتسع الوقت لشرح هذه الفقرة، لكنا نلاحظ أنه تعالى استعمل إلى هنا لفظ (به)، ثم استعمل لفظ (له