ألا إنه خيرة الله ومختاره.
ألا إنه وارث كل علم والمحيط به.
ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه.
ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المفوض إليه. ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده. ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه. ألا وإنه ولي الله في أرضه، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته. (الإحتجاج ج 1 ص 61) (3) لاحظوا قوله صلى الله عليه وآله في هذه الخطبة: ألا إنه وارث كل علم والمحيط به... وقوله صلى الله عليه وآله: ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده... لتعرفوا كيف يتحقق به: (والنهار إذا جلاها).
والأهم من ذلك أن صفة الرحمة للعالمين منحصرة بالنبي صلى الله عليه وآله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وقد وصف الله تعالى بها الإمام المهدي عليه السلام في حديث اللوح القدسي: وأكمل ذلك بابنه (م ح م د) رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب)! وهو أعلى مقام يعطيه الله تعالى لخاتم الأوصياء عليه السلام خص به خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله.
إن واجبكم أيها الفضلاء أن تتعرفوا على مقامات الإمام المهدي عليه السلام وتعرفوا أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله على ما عرفتموه منها، لأن معرفتها الكاملة غير ممكنة. فبعملنا في تحصيل الفقه وتحصيل معرفة النبي وآله المعصومين صلى الله عليه وآله، وفي تبليغ الناس أحكام الحلال والحرام، وتعليمهم مقامات النبي وآله صلى الله عليه وآله، نأمل أن نكون محل نظر صاحب الزمان ورعايته عليه السلام، إن شاء الله.
* *