أحد الأربعة الذين هم بنص الإمام عليه السلام أمناء الله على حلاله وحرامه، وأوتاد الأرض، وأركان الدين! فهذه الخصوصيات في السند قلما تجتمع في رواية.
أما من ناحية الدراية فلا تكفي هذه الفرصة إلا لقطرات من بحرها:
ولكي يكتمل فهمنا لقوله تعالى في سورة الليل: والنهار إذا تجلى، ينبغي أن نقارنها بسورة الشمس: والنهار إذا جلاها.. فالبدء في سورة الشمس من الشمس إلى النهار، والبدء هنا من الليل إلى النهار! والنهار هناك يجلي الشمس بالتفعيل، أما هنا فهو يتجلى، بالتفعل!
وفي قول الإمام الباقر عليه السلام: والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب الله نبيه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا، مطالب عميقة خفية.
فما هي تلك التجلية، وهذا التجلي، ولماذا التعدي هنا واللزوم هناك؟
وما هي تلك الشمس، وذلك النهار؟
ما هو تفسير ذلك، وما هو تأويله، وهدفه الذي يرمي إليه؟!
إن الشمس في المنظومة الشمسية هي المحور، وهي مشعل الحياة، وعملها أنها تنمي بأشعتها الطاقات الكامنة في الموجودات الأرضية، وتوصلها إلى كمالها المناسب لها.
أما منظومة العالم الكبير فهي منظومة محيرة، لم يفهمها إلا الخواص من أولي الألباب، ولها لب ولها قشر، أي أنها تنقسم إلى عالم ظاهري وعالم باطني، وقد أشار إلى كليهما القرآن.
وباطن العالم له منظومة أيضا، فمنظومة الملكوت توازي منظومة الملك. وشمس هذه المنظومة ومحورها ذات نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بحكم برهان العقل والنقل، فمقام خاتمية الأنبياء عليهم السلام هو مقام الإنسان الأول الذي لا ثاني