هذه سعة ولاية الإمام المهدي عليه السلام، وهذه عظمة مقامه أرواحنا له الفداء!
إرجعوا إلى روايات أهل البيت عليهم السلام واقرؤوا نصوصها وافهموا منها، وعرفوا الناس ما فهمتم من مقام النبي وآله صلى الله عليه وآله خاصة الإمام المهدي عليه السلام، فلا مظلوم في عصرنا مثله!
هذا الوجود المقدس الذي لو لم يخلقه الله تعالى لما ختم عهده في اللوح إلى نبيه صلى الله عليه وآله بوصف صار به ثاني نبيه فقال عنه: رحمة للعالمين!
أما صفات الإمام الأخرى في عهد اللوح فهي: عليه كمال موسى، وبهاء عيسى وصبر أيوب عليهم السلام، ولا يتسع الوقت لنبين كمال موسى وبهاء عيسى، ونشير إلى صبر أيوب الذي هو مثل في صبر الأنبياء عليهم السلام، فهل رأيت أصبر من إنسان كشف له الحجاب فهو يرى الأمور على واقعها ولو بعد عصرها، يزور قبر جدته الصديقة الكبرى فتتجسد له ظلاماتها، ويرى الضلع الكسير، والجسم العليل!
ويزور قبر جده موسى بن جعفر فيرى ساقه المرضوضة من حلق القيود، وبدنه الناحل المسموم!
ويزور جده علي بن موسى الرضا فيرى وجهه الذي غيره السم، ويرى في النجف ضربة السيف على مفرق جده!
ثم يعرج على كربلاء فيرى ذلك البدن التريب الذي لم تستطع الملائكة أن تنظر إليه وتراه! نعم إن عليه صبر أيوب.. صبر أيوب عليهم السلام!
اللهم إنا مقصرون. اللهم إنا قاصرن. اللهم بالحرمة التي لوليك الحجة عندك، هذه الحرمة الرفيعة التي أنزلتها مع جبرئيل في عهدك لنبيك، المكتوب على لوح من عندك، وبينت فيه مقام أولياء الإمام المهدي عليه السلام،