له، وثانيه إنما هو وجود تنزيلي، أما الوجود الحقيقي فهو منحصر بفرد لا يتثنى ولا يتكرر، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله. وهو آية الاسم الواحد والأحد عز وجل، لم يكن له ثان ولا يكون، وهو قوله تعالى: والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها. ونسبة الوجود التنزيلي إليه صلى الله عليه وآله نسبة القمر إلى الشمس، وهو معنى قوله تعالى: فقل تعالوا ندع... وأنفسنا وأنفسكم. (سورة آل عمران: 61)، وهو معنى قوله صلى الله عليه وآله: أنا أديب ربي، وعلي أديبي. ومعنى قول الله تعالى: والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها.
إن بناء السورتين، والإنتقاء الرباني لألفاظهما، والعلاقة الجدلية بينهما، كل واحد منها يتضمن أسرارا عظيمة تبهر العقول! وكم أتأسف لأنا لم نفهم القرآن كما يجب، ولا أدينا حق بحوثه.
إن انبساط نور الشمس في ضحاها يعني انبساط نور النبي صلى الله عليه وآله في عالم الملكوت، والنهار إذا جلاها يعني تجلي خاتمية النبوة بخاتمية الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام! وهي إشارة قرآنية كافية لأن تدرك مقام الإمام المهدي عليه السلام فأي سر فيه صلوات الله عليه أوجب التعبير في هذا الصحيح من الدرجة الأولى الذي لا شك في صدوره عن منبع الوحي، بأنه هو المقصود بقوله تعالى: والنهار إذا تجلى؟!
إنه صلوات الله عليه قوس النهار في منظومة عالم الملكوت، الذي لا يفهم أحد حقيقة دوره وتأثيره الآن في منظومة عالم الملكوت، ولماذا ادخره الله تعالى وجعل دوره في آخر الزمان؟ وماذا سيحقق على يده عند ظهوره الموعود؟! إنها حقائق كبيرة ثابتة، ومذهلة!
فكروا في قوله تعالى: والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها. والنهار إذا جلاها. فمن الذي يجلي شمس خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله ويظهرها؟