شيئا! وأقصد نفسي دونكم لأني لا علم لي بكم.
لكنا مع ذلك نتكلم في معرفته صلوات الله عليه، لأنه نوع من التقرب والتوسل به إلى الله تعالى، فذكر أهل البيت عليهم السلام ذكر لله عز وجل، وإلا فنحن لسنا أهلا لنكون من خدام خدامهم.
من أين لنا أن نستطيع تعريف صاحب الزمان صلوات الله عليه، ونحن نقرأ في زيارة الناحية المقدسة: السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك الله به ونعتك. (2) وهذا يعني أنا لا يمكننا أن ندعي معرفته وتعريفه، فما نقوله لا يصلح أن يكون تعريفا له، بل تعريفه فقط ما عرفه الله تعالى به، فهو التعريف الصحيح، وغيره منا كلام ملؤه الغلط!
سلام من عرفك بما عرفك الله به ونعتك.. فبماذا عرفه الله تعالى؟
عرفه الله بما رواه الشيخ الطوسي قدس الله نفسه الزكية، في مصباح المتهجد، قال قدس سره: (ويستحب أن يدعى فيها بهذا الدعاء:
اللهم بحق ليلتنا ومولودها، وحجتك وموعودها، التي قرنت إلى فضلها فضلك، فتمت كلمتك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماتك، ولا معقب لآياتك، نورك المتألق، وضياؤك المشرق، والعلم النور في طخياء الديجور، الغائب المستور، جل مولده، وكرم محتده، والملائكة شهده، والله ناصره ومؤيده، إذا آن ميعاده، والملائكة أمداده، سيف الله الذي لا ينبو، ونوره الذي لا يخبو، وذو الحلم الذي لا يصبو) (3) نورك المتألق، وضياؤك المشرق.. فأي عالم هذا من عوالم الله عز وجل، الذي لا نصل اليه؟ وأي جهاز رباني هذا، الذي لا نستطيع أن ندركه؟!
بحق ليلتنا ومولودها... التي قرنت إلى فضلها فضلك..