الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور، فقال له: يا أسد الله، خذ عدو الله!
قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك، لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصى موسى عليه السلام ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه). (أمالي الصدوق ص 212).
أراد هارون أن يبطل أمر موسى بن جعفر، هارون هذا الذي يروون عنه أنه كان يخاطب السحابة ويقول لها: أمطري أينما شئت فإن خراجك يصل الي! والذي كان العلماء والسحرة تحت يده، فاستدعى رجلا (يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى الله عليه وآله)!
وأمر الإمام الكاظم عليه السلام هو قوله وقول شيعته بأنه إمام من الله تعالى.
أراد هارون أن يبطل أمر الإمام الذي حبسه أربع سنوات أو سبع سنوات في ظلم المطامير وقيود الزناجير، فلم يخضع لطغيانه، ولم يلفظ فمه الشريف بكلمة استعطاف له!!
فاستدعى أقدر ساحر في طول أمبراطوريته وعرضها، فعمل له ناموسا، والناموس في اصطلاح أرباب السحر والعلوم الخفية اسم لنوع متطور من القدرة على السحر.. عمل ناموسا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيفا من الخبز طار من بين يديه!
وفرح الإمبراطور هارون بذلك، واستفزه الفرح وأخذه الضحك والقهقهة