بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد، فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك إني أحبك، فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه. وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد، وأكابر الزهاد، الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله، اخضر مرة واصفر أخرى، حتى ينكره من يعرفه!
ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلا بد لك من أن تقول. فقال: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن يقول عز وجل لي: لا لبيك ولا سعديك!). (الخصال للصدوق ص 167، ورواه أيضا في الأمالي ص 234، وفي علل الشرائع: 4 / 234، عنه في البحار: 99 / 181).
فإذا قال قال رسول الله، اخضر مرة واصفر أخرى، إنتبهوا لكي نفقه هذه الكلمة لمالك بن أنس فإنه لا يمكن أن يحدث هذا التغير في البدن عند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله بدون أن يكون صاحبه متصلا بالملأ الأعلى بروح النبي صلى الله عليه وآله روح الشخص الأول في العالم المحيطة بالوجود! فلا بد أن يحدث انقلاب في الروح أولا حتى يحدث في البدن، وذلك بقانون العلاقة الجدلية بين الروح والبدن، والتأثير والتأثر بينهما!
لا بد أن تكون نفس الإمام الصادق عليه السلام مستغرقة مع النفس العليا لخاتم الرسل صلى الله عليه وآله في عالم الملكوت، حتى يحدث هذا التحول والإنقلاب!
كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته! والذي يفهم هذا الموقف، هو الذي يفهم معنى قوله عندما كرر قراءة (إياك نعبد وإياك