هذه قدرة موسى بن جعفر بإذن الله تعالى، ومعنى ذلك أن كلمة (يا) قد انطلقت من لسان تحرك من عقل متصل بدون حاجب بإرادة من يقول للشئ كن فيكون: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) (يس: 82) فأي إرادة هذه التي صارت محلا لأن يجري الله فيها إرادته؟!
وهذا معنى قول الصادق عليه السلام (الحكمة طاعة الله ومعرفة الإمام)!
هؤلاء هم أولياء الحق تعالى! فكلمة أولياء الله عندما يطلقها الإنسان العادي لها معنى، وعندما يطلقها الله على أناس ويخصهم بأنهم أولياؤه، لها معنى آخر أعلى وأعمق..
هذه الليلة ليلة شهادة الإمام موسى بن جعفر أحد هؤلاء الأولياء العظماء صلوات الله عليهم. (2) هذا الولي الذي استطاع بإذن الله بحرف واحد لا بكلمة، أن يصنع هذه المعجزة.
حرف لم يكن في نطقه دافع ولا هدف إلا الله تعالى.
نعم، بحرف واحد، وليس بمعنى اسمي - حسرة أننا لم نستوعب بعد - فالإمام تارة يعمل بالاسم فهذا موضوع آخر، أما هنا فقد عمل الإمام موسى بن جعفر بالحرف! وبالحرف حول الصورة على الستارة إلى أسد حقيقي مطيع، وليس بالاسم الأعظم!
والحرف كان حرف نداء، والمنادى كان صورة وألوانا على ستائر.. بهذا الحرف عمل الإمام ما عمله موسى بن عمر بارتباطه بأمر الله تعالى!
اللهم صل على وليك موسى بن جعفر. عدد ما في علمك صلاة دائمة بدوام ملكك.