هذه الحكمة التي يعطيها الله لمن يشاء أين توجد؟
هل توجد في شفاء أبي علي سينا؟ كلا.
هل توجد في شرح العرشية للملا صدرا؟ كلا.
في قبسات ميرداماد.. أبدا.
هذه الحكمة التي تعطى لمن يشاء، والتي هي الخير الكثير، لابد أن نسأل عنها مفسر القرآن الذي هو لسان الله الناطق والإمام المعصوم، فهو يقول عنها إنها: (طاعة الله ومعرفة الإمام). (1) لهذا فإن معرفة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ليست مسألة بسيطة، فقد شاء الله تعالى أن يكون الحق في هذه الدنيا صعب المنال: جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد.
يروي الشيخ الجليل محمد بن علي بن بابويه الصدوق، عن شيخه محمد بن الحسن الوليد، وهو معتمد الصدوق، فضلا عن وثاقته الخاصة، عن الثقتين الجليلين محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، كلاهما عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، أحد وزراء عند هارون الرشيد المقربين، والثقة المعتمد عند الكل..
فعلو سند الرواية واضح للخبير الرجالي مع مراعاة دقائق علم الرجال.
قال علي بن يقطين: استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى الله عليه وآله ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك، فلم يلبث أبو