مؤامرة ضخمة، حتى ذاب بدنها من الآلام وصارت كالخيال، ودفنت ليلا!!
بعد أن أثبت الشيخ الرئيس ابن سينا جوهر النفس، في الإشارات في نمط النفس، أشار إلى الارتباط بين النفس والبدن أو الروح والبدن! وقد جعل هذا النمط بتعبيره إشارة فقط، ولم يجعله مبحثا، وعمله هذا صحيح، لأنه هنا متفهم وليس فيلسوفا، وقد استفاد في هذه الإشارة من مقام العارفين، على أن مبناه في الإشارات أن يجمع جوهر الحكمة ويؤسسه بشكل متن مختصر.
وقد ذكر في هذا (النمط) كيفية الفعل والإنفعال بين النفس والبدن، كيف يتأثر البدن بالروح والروح بالبدن؟
وهذا هو المنطلق لما نريد أن نقوله في شخصية الصديقة الزهراء عليها السلام عن العلاقة التامة بين طهارة الروح وطهارة البدن وصفائهما، فإن فقه الإسلام يؤكد على وجود علاقة جدلية بين البدن والروح. لاحظوا في أبواب الفقه الأهمية التي يوليها الإسلام للقوت الحلال وطهارته وزكائه، وأن تسعة أعشار الأمر في تحصيل الرزق الحلال، لكي يكون نسيج البدن حلالا زكيا، وتكون نتيجته طهارة الروح وصفاءها. إن قضية غذاء الإنسان لها حساب دقيق في الإسلام، وهي من معجزات القرآن والشريعة المقدسة. لكن من الذي يفهم ذلك، ومن يستخرج هذه الجواهر الغالية؟
وإن حقيقة أن الزهراء عليها السلام حوراء إنسية، ليست مسألة بسيطة! فعندما يكون نسيج البدن من أرقى ثمار الجنة وأنقاها وأصفاها، ويكون الأب خير الخلق، فأي بدن طاهر سيكون؟
وفوق ذلك فالروح التي سترتبط بهذا البدن، أي روح ستكون؟
إنها روح الصديقة الزهراء عليها السلام.