فهي ليست امرأة من النساء كما يتصور ذلك السطحي الجاهل!
إنها جوهر وناموس، وسر وجود، وقضية فوق قدرة استيعاب عقولنا، بل فوق قدرة تصورنا وإدراكنا!
ذلك النبي العظيم صلى الله عليه وآله، الذي لا ينطق عن الهوى، الذي يخضع جميع الأنبياء عليهم السلام أمام قوله وفعله.. عندما يقول عن شجرة طوبى وثمرتها: لم أر في الجنة أحسن منها، ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة، فمعنى عدم رؤيته عدم وجود المرئي! ومعنى ذلك أن أصل بدن فاطمة أنقى ما في الكون! فأي روح تناسب ذلك البدن تحل فيه؟!
لاحظوا القرآن وتدبروا في آياته، لتجدوا أبواب حكمة تفوق حكمة ابن سينا، يقول تعالى: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. (سورة الحجر: 29) فقبل أن يسوي الله البدن بعلمه وحكمته لا تحل فيه الروح. فانظروا كيف كانت تسوية بدن فاطمة، وأي جوهر ستكون الروح الحالة فيه؟!
لابد أن نعترف أننا لا نفهم هذه المطالب إلا عندما يقول الإمام عليه السلام إذا أردت أن تستخير الله تعالى وتطلب منه أن يهديك إلى الخير فيما تريد الإقدام عليه فقل: اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها!
هكذا فاستخر الله تعالى، وبهذا الدعاء فادعه!
وتأمل في أول الدعاء وختامه؟! وفي هذه المحورية لفاطمة الزهراء عليها السلام؟! محورية لمن يقول الله تعالى فيهم: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين. (سورة آل عمران: 61) إنها عليها السلام محور هؤلاء الخمسة الذين لا سادس لهم في الكون، والذين بواسطتهم يتم الاتصال بالله تعالى، ولو دعوا