ويفصل المجمل، أو يلخص القضايا، أو يبسطها، في وجوه من إعجاز القرآن وخصائصه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا.. هنا أفاض في الحديث عن الإنسان، وذكر ما لم يذكره في مكان آخر! فمن عادته أن يتكلم عن بدأ خلق الإنسان من نطفة، أو علقة، أو سلالة، أو تراب، أو طين، أو صلصال، أو ماء مهين.. لكنه هنا تحدث عما قبل ذلك فقال: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)؟!
لاحظوا تسلسل آيات سورة الإنسان:
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا.
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا.
إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا.
إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا.
إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا.
عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا.
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا.
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا.
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.
وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا.
متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.
ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا.