لقنه الله تعالى.. كلمة لا يتصور أعلى منها! فهي وعد أمير المؤمنين لكم، إن أنتم قويتم عقيدة ضعيف في معرفة دينه، وثبتم قلبه على مذهب الحق، أن أول أثر عملكم أن يكون ملقن أحدكم في قبره الله تبارك وتعالى! ثم يكون الأثر أن يتحول قبره إلى روضة من رياض الجنة، بل من أنزه رياضها!!
إنه أجر أكبر من توقعنا، بل هو أكبر من تصورنا! فابذلوا همتكم في هذا السفر في نشر فضائل أهل البيت عليهم السلام، وليكن همكم أن تشرحوا للناس القرآن والسنة فقط، فلا تنحرفوا عن هذا الخط. واعلموا أن طريق التأثير في قلوب الناس محصور في القرآن وأحاديث النبي والعترة صلى الله عليه وآله، وأن الطرق الأخرى غلط! فلا تخلطوا الكلام البشري بالكلام الإلهي، ولا تقيسوا الأرضي بالسماوي، ولا الأوهام بالحقائق!
هذا هو طريق إرشاد الناس، وتبليغ الدين. فإن فعلتم فإن أفضل ما تحصلون عليه من أجرة أنكم ترجعون برضا صاحب الزمان أرواحنا فداه، فرضاه يتحقق بذلك دون شك.
إن الإمام المهدي أرواحنا فداه يركز نظره في عصرنا على عاشوراء، فهي محط نظره وأمله، وهذا أمر قطعي لاشك فيه ولا قيد له، وعنايته روحي فداه بهذا البلد مشروطة بوجود عاشوراء، فإن تزلزل وجودها فإن كل ما يبقى لا قيمة له في نظره الشريف!
أما لماذا كانت عاشوراء مركز الثقل في نظره، وما هو السر في ذلك؟ فجوابه: أن الوصول إلى أعماق أفكار الإسلام في مذهب أهل البيت عليهم السلام ليس أمرا سهلا في متناول الأطفال.
السر.. أن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لأبي عبد الله: إني رجل