إن الشاهد على الخلق، الذي وصل إلى عمق الوجود، هو الذي يستطيع بيان الواقع كما هو، والحقيقة كما هي!
وإنسان كهذا عندما يقف يوم الغدير على قبر صاحب الغدير عليه السلام يستطيع أن يعبر عن شخصيته ومقامه عليه السلام لأن دائرة الخلق التي يحيط بها تشمل كل ما عدا الخالق سبحانه، فهو بهذه البصيرة وهذه الإحاطة يتكلم!
هذا هو نوع كلام الإمام الهادي عليه السلام! وهذه الجملة الواحدة التي قالها عن أمير المؤمنين عليه السلام، تكفي لتشغل فكر أحكم الحكماء وأفقه الفقهاء، سنين وليس ساعات!
(فما يحيط المادح وصفك)! فما هو ذلك الموجود الذي لا يستطيع مادح من دائرة الخلق على الإطلاق، كائنا من كان، أن يحيط بوصفه!
وما هو وصف علي عليه السلام؟ ما قدره كما، وما حده كيفا؟ بحيث إن أحدا بدون استثناء لا يستطيع أن يحيط به ويستوعبه؟!
ومن هو هذا الموجود، وماذا أعطاه الله تعالى، حتى أن الإمام المعصوم يقف مقابل قبره ويقول: فما يحيط المادح وصفك؟!
هذا برهان ما قلته في مطلع حديثي من أن ما كتبه المؤلفون عنه بدون استثناء، إنما هو تعريف للشعاع الذي استفاده أحدهم من شمسه عليه السلام ووصل اليه من نافذة قلبه وعقله، أما نفس الشمس فهي أعلى وأرفع من أن يصل إليها أحد، إلا من كان في مرتبة أمير المؤمنين عليه السلام وأعلى منه!
ثم يستدل الإمام الهادي عليه السلام، وكلام الإمام إمام الكلام، بعدة أدلة على