ونتيجتها أن مسؤوليتكم مركبة من عملين:
الأول، أن تعلموا الناس فروع دينهم ومسائل الحلال والحرام، وترغبوهم في أداء الواجبات وترك المحرمات، فتردوا الآبق إلى ربه.
والثاني، أن تعرفوهم بأصل دينهم، وأصل الدين إمام الزمان عليه السلام.. ومع أن الخطاب من الله تعالى لنبيه موسى بن عمران عليه السلام، فقد بين فيه أهمية إمام الزمان في التدين بالدين الإلهي في كل عصر، وهو كلام عظيم يفهم سره كبار العلماء والحكماء! ذلك أن الإمام هو الرابط بين الخلق والخالق، هو حرف الربط، وبدون حرف الربط محال أن يرتبط المحمول بالموضوع!
إن قلوب الناس كلها بمنزلة المحمول، وذات القدوس والمبدأ المتعالي عز وجل موضوع الموضوعات، والرابط بينهما صاحب الزمان صلوات الله عليه. فإن كان الشخص بعيدا عن هذا الحرف كان ضالا عن فناء الله تعالى ورحابه، مهانا في فناء غيره، فهو كالنبت بلا جذور، ومحال أن يثمر نبت بلا جذور!
ونتيجة هذا الحديث الشريف: أن تعرفوا أيها المسافرون للتبليغ أن جذر المسائل الشريعة وأحكام الحلال والحرام وجذعها هو صاحب الزمان عليه السلام، وثمرة هذه الشجرة المباركة سعادة الدنيا والآخرة. فإن أوصلتم شخصا واحدا من أيتام آل محمد وشيعتهم إلى هاتين الكلمتين، أو بذلتم جهدكم في ذلك، فثمرته ثواب صوم الدهر وصلاته من نبي الله موسى بن عمران عليه السلام!
وشاهد ذلك قول الإمام زين العابدين عليه السلام في آخر الحديث: فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الأعظم، والجزاء الأوفر. والإمام لا يبالغ في كلامه ولا يغرق، فهو يخبر عن هذا الثواب العظيم ويتكفل به عن الله تعالى، لمن رد عبدا آبقا