أمره أمر الله ونهيه نهي الله تعالى! وعليه فإن طاعة علي عليه السلام بنص صحاحهم فريضة! وأصل خلافة أبي بكر وعمر بنص صحاحهم باطلة!!
(أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)؟!
إنها حقائق لا يمكننا الإغماض عنها والسكوت عليها.. فقد تقع ظلامة من نوعها على مثلي أو مثلك، بأن يعزل الإنسان عن الحكم ويقصى عن منصب القيادة ويجلس بدله شخص جاهل! فتكون ظلامة خفيفة أو قابلة للإصلاح، لكنها في مثل خلافة النبي صلى الله عليه وآله على مثل علي ثم مصيبة مؤلمة، وقد وصفها هو عليه السلام بأنها أحد من حز الشفار، وبأن ألمها يذيب البدن، لأنه يعرف ماذا خسرت الأمة والبشرية بها! فهو يعرف بما آتاه الله علم وبعد نظر حقيقة ما حدث بعد النبي صلى الله عليه وآله، وأنهم أضاعوا الثمرة المطلوب نضجها على يده من بعثة جميع الأنبياء عليهم السلام، ثمرة قوله تعالى: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. (سورة آل عمران: 164) أجل، لم يكن كسر ضلع الصديقة الزهراء عليها السلام مصيبة قاتلة لعلي عليه السلام، ولا كان غصب فدك مصيبة غير محتملة، لكن الذي كان يحز في قلبه ويؤرقه أنه يرى أن المجلس الذي كان يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، والمنبر الذي كان يجلس عليه من قال الله له: وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما. (سورة النساء: 113) يراه يجلس فيه من يقول عن نفسه: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال!!
المصيبة التي كانت تحز في قلبه أنه رأى الزهراء عليها السلام عندما ذهبت من الدنيا وغسل جنازتها، رآها قد ذاب جسمها من الأذى (حتى صارت كالخيال)!