يمكن أن تتخلف عن إرادة الله تعالى، ولا أن تتخلف كراهته عن كراهة الله تعالى، ولو أمكن أن تتخلف لكان قوله: من أطاعه فقد أطاع الله، غلطا، ولكان قوله: من عصاه فقد عصى الله، باطلا، معاذ الله!
وما دام شق هذه القضية حقا، فإنكار عصمة علي باطل!
ولنرجع إلى العلة وجذر هذا الحديث، لنرى أن قائله هو أول عالم الوجود صلى الله عليه وآله، وكلامه ليس فقط للرواية والتسجيل في الكتب كما يتخيلون، فالعلم مخزون عند أهله فاقتبسوه في مظانه.
لقد بدأ النبي صلى الله عليه وآله عن طريق عقلي، وأنهى القضية إلى إرشاد عقلي، وهذا شأن مقامه العلمي صلى الله عليه وآله!
بدأ أولا بكلمة: من أطاعني، وشرع من إطاعة الله تعالى لا من علي عليه السلام وفي ذلك نكتة عميقة ليس هذا مجالها. وإن أحدا لا يستثنى من الدخول في دائرة قوله (من)، فكل الناس عليهم أن يطيعوا الله تعالى، ويدخلوا في دائرة (من) هذه، وذلك بالدليل العقلي أو النقلي، الإستقلالي أو الإرشادي. وكل من دخل في هذه الدائرة التي هي طاعة الله تعالى، يجب عليه أن يدخل بنفس الدليل في طاعة الرسول صلى الله عليه وآله لأنه لا ينطق عن الهوى!
ثم قال صلى الله عليه وآله بعد ذلك: ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصا عليا فقد عصاني فدل على أن كل من دخل في تلك الدائرة فعليه أن يدخل في هذه الدائرة، فلا يمكن التخلف بين دائرة (من) ودائرة (من) هناك!
فكيف لم يفكروا في ذلك؟! إن مسؤولية العالم غير مسؤولية الجاهل!
والمهم هنا أن يفهم الفقيه السني أننا عندما نقول: علي وجه الله تعالى، فإنا لا نغالي بل نقولها بالدليل والبرهان، ونعتمد فيها على رواية السنيين التي لا