والذي قال فيه أحمد بن حنبل: (ما جاء في أحد من الصحابة من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب)! (2) ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
حدث أولا، أن الله أكمل لنا ديننا.
وحدث ثانيا، أنه أتم علينا نعمته. وحدث ثالثا، أنه رضي لنا الإسلام دينا!
فما معنى الإكمال والإتمام والرضا؟
إن هذه المفاهيم القرآنية قضايا كبيرة تبين معنى الدين الإلهي وتاريخ تنزله، وفيها بحوث كثيرة، قد يستغرق الحديث فيها سنة من الزمان، وإنما نتكلم حولها بكلمات مختصرة!
ولكي نعرف ما هو الدين، وما هو الإسلام، الذي رضيه الله لنا دينا في هذا اليوم، ينبغي أن ننظر في الآيات التي تحدثت عن الدين والإسلام، من أول آية إلى آخر آية.
ينبغي أن نعرف أن الإسلام الذي قال الله تعالى عنه: إن الدين عند الله الإسلام... ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. (سورة آل عمران: 85). هو الإسلام الذي صار الجانب التنفيذي منه ركنا في بنائه، من يوم جدد إبراهيم عليه السلام بناء البيت ودعا ربه كما أمره، أن يكون نبي الأمة المسلمة خاتمة الأمم، وأئمتها، من ذريته: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (سورة البقرة: 127) فبعد أن أتم إبراهيم بناء قبلة الحق للعالم، طلب من ربه ما وعده به، فقال إلهي أنا معمار بيتك وهذا ابني العامل معي في بناء بيتك.. فاجعل أجر بنائنا ما وعدتنا: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. (سورة البقرة: 128).