النائم حتى يستيقظ. وصله البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن الأعمش عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، أن عمر أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى، فأراد أن يرجمها! فقال له علي: أما بلغك أن القلم قد وضع عن ثلاثة.. فذكره، وتابعه بن نمير، ووكيع وغير واحد، عن الأعمش، ورواه جرير بن حازم عن الأعمش فصرح فيه بالرفع. أخرجه أبو داود وابن حبان من طريقه، وأخرجه النسائي من وجهين آخرين عن أبي ظبيان مرفوعا وموقوفا، لكن لم يذكر فيهما ابن عباس جعله عن أبي ظبيان عن علي، ورجح الموقوف على المرفوع. وأخذ بمقتضى هذا الحديث الجمهور)!
فالشخص الذي لا يعرف حكم العاقل من حكم المجنون، ولو لم ينبهه أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم، لقتل تلك المرأة بدون حق، وقتل جنينها أيضا، ولنسبت هذه الجريمة إلى الإسلام!!
إنه لا مجال لإنكار هذه الرواية، إلا بإنكار الفقه السني الذي تسالم عليها! ترى، كيف يقدم مثل هذا الشخص على علي عليه السلام الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله: من أطاع عليا فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله؟! كيف يجوز أن يقدم أحد على إنسان طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، ورأيه حكم الله، وعلمه من علم الله تعالى؟!! على شخص قال فيه النبي صلى الله عليه وآله: أقضاكم علي.. علي مع القرآن والقرآن مع علي.. الخ. فهل هذه النصوص النبوية الجازمة من مصادرنا حتى ينكروها؟!
وهل حديث: أنا مدينة الحكمة وعلي بابها.. من مصادرنا أو مصادرهم؟
إن عليا عليه السلام قمة العلم في هذه الأمة، ومعدنه، والذي عنده علم الكتاب، والشاهد على الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن