لا يصح أيها الفضلاء أن تقدموا الروايات الشريفة الواردة في تفاسيرنا في مثل هذا الموضوع، بشكل بسيط بدون تحليل، أمام المخالفين السذج الذين لاعلم لهم، بل ينبغي أن تبينوا جذرها العقلي والنقلي من المصادر.. فعندما تقولون لهم إن عليا عليه السلام يد الله وعين الله، يتصور هؤلاء العوام أنها غلو!!
إن هؤلاء الذين لم يشموا رائحة العلم والحكمة ولم يفهموا الكتاب والسنة، كيف يفهمون أن يصل إنسان إلى أن يكون وجه إرادة الله تعالى ونهيه، ومظهر سر اسمه الأعظم وغيبه؟!
إن هذا الظهور لاسم الله تعالى على روح علي عليه السلام هو الذي يعطيه مقام قدرة يد الله تعالى، مقام: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى! هذا المقام العظيم الذي يجعله يقول: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، ولكن بقوة ربانية، ونفس بنور بارئها مضية.
إن هذا البشر، هذا الإنسان، هذا الموجود، فوق مستوى العقل البشري.. فها أنتم ترون أنا لم نستطع أن نستوفي حديثا نبويا واحدا في حقه، ولا نستوعب ما قاله النبي صلى الله عليه وآله، في مقامه عليه السلام.
فأي ظلم في العالم كهذا الظلم الذي وقع عليه؟! وكيف يمكن لعاقل أن يغض النظر عن ظلامته ويتحمل أن يؤخر إنسان مثل علي عليه السلام، ويقدم عليه أشخاص تعرفون مستواهم!
لله أي إنسان أخروا، وأي أشخاص قدموهم عليه؟!
إذا كنت فقيها سنيا، فهل فكرت في هذه القصة التي يرويها ابن حجر في شرحه للبخاري، قال في فتح الباري: 9 / 323: (قوله: وقال علي: ألم تعلم أن القلم رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن