تقبل الإنكار عند علماء الجرح والتعديل وعلماء اللغة والبيان!
وتوضيح المطلب: أن الأمر أو النهي له مبدأ ومنتهى، فمنتهاه الإطاعة أو المعصية، ومبدؤه الإرادة، وحده الوسط الكراهة.
فالأمر والنهي معلولان للإرادة لا محالة، فيستحيل إطاعة الله تعالى ومعصيته بدون وجود إرادة وأمر أو نهي ربانيين صادرين عنها، وقد أراد النبي صلى الله عليه وآله بقوله: ومن أطاع عليا فقد أطاعني.. أن يفهم المسلمين أن إرادة علي إرادة الله تعالى وكراهته كراهة الله تعالى! إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (سورة ق: 37) تأمل في تسلسل قوله صلى الله عليه وآله: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصا عليا فقد عصاني، فإنها لمن يفهمها قضية خطيرة تقشعر منها الجلود، ويضطرب لها الإنسان فيخرس عن الكلام! قضية خطيرة وحق كبير، لا يمكننا أن نتنازل عنه!
من أطاعني فقد أطاع الله.. فقد استعمل النبي صلى الله عليه وآله في حكمه الذي أصدره لفظ (من) للتعميم، وحرف (الفاء) للتفريع، وحرف (قد) للتحقيق!
ونتيجة ذلك ومعناه: أنه إذا تغير وجه علي غضبا، فبدليل ارتباط البدن بالروح وفناء إرادة علي عليه السلام في إرادة الله تعالى، وفناء غضبه في غضب الله تعالى، فإن هذا ليس تغير وجه علي عليه السلام، بل هو مرآة لغضب الله تعالى!
وإذا تبسمت شفتا علي فهذا ليس تبسم علي عليه السلام بل هو مرآة لرضا الله تعالى!
ذلك أن هذه الإرادة فانية في تلك، فهي انعكاس لها، وكراهته فانية في تلك فهي انعكاس لها، وذلك بقانون انعكاس الروح على البدن!
فعلي عليه السلام لا محالة وجه الله تعالى، ومظهر أمره ونهيه وإرادته!