فاطمة (عليها السلام) أن الله " تبارك وتعالى " يبشرك بمولود يولد منك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه: أن لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله أمتك من بعدك. فأرسل إليها أن الله جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية فأرسلت: أني قد رضيت. " حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وأني من المسلمين " (1).
وأيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الحسين مع أمه (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمله، فأخذه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: لعن الله قاتلك، ولعن الله سالبك وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.
قالت فاطمة الزهراء (عليها السلام): يا أبة، أي شئ تقول؟
قال: يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة، كأنهم نجوم السماء يتهاوون إلى القتل، وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم. قالت يا أبة، وأين الموضع الذي تصف؟
قال الموضع يقال له: " كربلاء " وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة.
يخرج عليهم شرار أمتي، ولو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيه وهم المخلدون في النار.
قال يا أبة، فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته أحد كان قبله، وتبكيه السماوات والأرضين والملائكة والوحش والنباتات والبحار والجبال، ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض منقذ، ويأتيه من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم، وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم، أولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا، أعرفهم - إذا وردوا علي - بسيماهم. وكل أهل دين يطلبون أئمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا، وهم قوام الأرض وبهم ينزل الغيث.