البحث الأول حقيقة التوسل والاستغاثة بالزهراء (عليها السلام) منذ أن خلق الله البشرية وبالتحديد منذ أن خلق أدم وحواء جعل لهم وسيلة يتوسلون بها إليه لقضاء حوائجهم خصوصا أن أبينا آدم (عليه السلام) عندما أذنب بترك الأولى قد توسل إلى الله تعالى بغفران ذنبه " تركه الأولى " وكان من جملة ما توسل به الكلمات التي تلقاها من الله تعالى وتاب بها عليه تبارك وتعالى ولقد فسرت هذه الكلمات بأصحاب الكساء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كما جاء ذلك في تفسير قوله تعالى * (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) * (1)، إن آدم رأى مكتوبا على العرش أسماء معظمة مكرمة، فسأل عنها فقيل له: هذه أسماء أجل الخلق منزلة عند الله تعالى والأسماء هي: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فتوسل آدم (عليه السلام) إلى ربه بهم في قبول توبته ورفع منزلته.
به قد أجاب الله آدم إذ دعا * ونجي في بطن سفينة نوح قوم بهم غفرت خطيئة آدم * وهم الوسيلة والنجوم الطلع (2) وعلى هذا الأساس كان التوسل بأولياء الله وأحبائه من الأمور المتعارفة والمتسالمة عليها عند المسلمين بل يتعدى ذلك إلى غير المسلمين فنحن نجد أن الكثير من الديانات الأخرى غير الإسلامية تتوسل بشئ ما للتقرب إلى الله تعالى أو إلى الآلهة التي يعتقدون بها وهذا ما وجدنا في مشركي قريش حيث كانوا يعبدون اللات والعزى ليقربونهم إلى الله زلفى وكما صرح بذلك القرآن الكريم في بعض آياته، وعلى كل حال فقد وردت عدة آيات قرآنية تؤكد هذه المسألة في القرآن الكريم منها قوله تعالى: