الأنبياء فهذا ما أثبته الحديث المروي الذي يقول فيه الإمامة: ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ولا نريد الوقوف مع مفهوم هذا الحيث على أي شئ يدل فلقد تبين لك كيف أنها لا بد من الإقرار بفضلها ومحبتها من قبل الخلق أجمعين فضلا عن الأنبياء، وإما كونها الحجة على الأسمة فهذا ما تبين لنا من خلال شرح الحديث الوارد عن الإمام الحسن العسكري الذي يقول فيه نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا فراجع شرح هذا الحديث في كتابنا هذا وسوف يتبين لك الحال في هذا الأمر وهذا يكون أفضل شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة ولهذا يحتاج إلى تمعن في هذا الأمر وتدقيق عميق حتى نصل إلى مداركه ومدلولاته.
ثانيا: إن الزهراء عليها السلام كانت الرحم الطاهر لحمل الإمامة فهي أم الأئمة الأطهار وهي والدة الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة واللذان كانا إمامان قاما أو قعدا، فقد حملت بهما من خلال الارتباط السماوي بأمير المؤمنين حيث زوجها الله تبارك وتعالى من أمير المؤمنين وكما ورد في الحديث الذي يقول زوج النور من النور وهذا يشهد به الموالي والمخالف في قضية زواج الزهراء عليها السلام، أما كونها رحم طاهرة، فهذا ما أثبتته الآية الكريمة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فضلا عن الزيارة الشريفة الواردة في حق الإمام الحسين عليه السلام والتي يقول فيها الإمام عليه السلام أشهد إنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة إلى آية التطهير تثبت كونها عليها السلام الرحم الطاهر للأئمة عليهم السلام ومن جهة شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة بالنكتة التي بيناها لك من حيث هي أم الأئمة عليهم السلام.
ثالثا: نجد من خلال استقراء القرآن الكريم ومتابعة آياته الشريفة أن الزهراء عليها السلام تكون مشتركة ومرتبطة بالإمامة من خلال عدة آيات قرآنية أثبت اشتراكها مع الأئمة عليهم السلام منها كونها الصراط المستقيم ومشتركة معهم عليهم السلام فلقد ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: