في (ص 293):
ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير.
قال: وأصبح الناس وطلعت الشمس وذلك في يوم الخميس ودعا علي رضي الله عنه بدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسه وسيف رسول الله وبعمامة رسول الله فاعتجر بها ثم دعا بفرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوى عليه وجعل يقول:
أيها الناس من يبع نفسه يربح هذا اليوم فإنه يوم له ما بعده من الأيام، أما والله أن لولا أن تعطل الحدود وتبطل الحقوق ويظهر الظالمون وتفوز كلمة الشيطان ما اخترناه ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء والصبر خير عواقب الأمور، ألا إنها أحن بدرية وضغائن أحدية وأحقاد جاهلية وثب بها معاوية حين الغفلة ليذكر بها ثارات بني عبد شمس (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون).
وفي (ص 304):
قال: وجعل علي رضي الله عنه يقف ساعة بعد ساعة ويرفع رأسه إلى السماء وهو يقول: اللهم إليك نقلت الأقدام، وإليك أفضت القلوب ورفعت الأيدي ومدت الأعناق، وطبت الحوائج وشخصت الأبصار، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. ثم أنه حمل في سواد الليل وحملت الناس معه، فكلما قتل بيده رجلا من أهل الشام كبر تكبيرة حتى أحصي له كذا وكذا تكبيرة. قال أبو محمد: أحصي له خمسمائة تكبيرة وثلاثة وعشرون تكبيرة، في كل تكبيرة له قتيل. قال: وكان إذا علا قد وإذا وسقط قط.