لكان كمن يطهر المكروب بمكروب مثله. وأن يكون أفضل من رعيته علما وخلقا، لأنه لو لم يكن أفضل الجميع فلا يخلو إما أن يكون غيره أفضل منه، وإما أن يكون مساويا له في الفضل، والأول يستدعي تقديم المفضول على الفاضل، والتلميذ على الأستاذ، وهو قبيح عقلا وشرعا بدليل الآية 35 من سورة يونس " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي، فما لكم كيف تحكمون ". والثاني ترجيح بلا مرجح، وهو عبث تعالى الله عنه، فتعين القول بالأفضلية المطلقة.
من هو الإمام بعد النبي بعد أن أوجب الشيعة الإمامية النص من الله على الإمام قالوا: ثبت النص على علي بالخلافة بعد الرسول من القرآن الكريم والسنة النبوية، فمن القرآن الآية 55 من سورة المائدة " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " فقد نزلت في حق علي باتفاق المفسرين حين أعطى السائل خاتمة، وهو راكع في صلاته، وللولاية معان عديدة، والمراد منها في هذه الآية ولاية التصرف في أمور المسلمين بقرينة سوق الكلام، وعليه تكون نسبة الولاية إلى علي كنسبتها إلى النبي ص. ومن السنة: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. من كنت مولاه فعلي مولاه.. أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعد " إلى غير ذلك من الأحاديث ".
بقية الأئمة:
قال الشيعة الإمامية الاثنا عشرية: إن الإمام بعد علي ولده الحسن ثم الحسين ثم ولده علي ثم محمد ثم ولده جعفر ثم ولده الكاظم ثم ولده الرضا ثم ولده الجواد ثم ولده علي ثم ولده الحسن ثم ولده محمد المنتظر سلام الله عليهم جميعا مستدلين بقول النبي للحسين ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم، وبالنص الثابت من كل إمام سابق على ما بعده.
هذه كلمة موجزة أردنا بها الإشارة إلى جهة الموضوع، ولم نرد شرحه