المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٢
يبكين على خالد بن الوليد (1) حتى ذكر محمد بن سلام - كما في ترجمة خالد من الاستيعاب (2) - إنه لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها - أي حلق رأسها - على قبر خالد، وهذا حرام بلا ارتياب، والله أعلم. (3)
(١) بل إن عمر بكى وحزن على أخيه زيد ورثاه، ففي الإصابة (١: ٥٦٥ و ٢، ٦٤٣) في ترجمة زيد بن الخطاب: إنه لما قتل باليمامة حزن عليه عمر حزنا شديدا.
وفي الاستيعاب (١: ٥٤٣) بسنده عن ابن جابر قال: قال لي عمر بن الخطاب: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد.
وقد بكى عمر أيضا على النعمان بن مقرن حين قتل في فتح نهاوند واضعا يده على رأسه علامة على شدة الحزن وعظيم المصاب. ففي الاستيعاب (٣: ٥٤٧) في ترجمة النعمان:
ولما جاء نعيه عمر بن الخطاب، خرج فنعاه إلى الناس على المنبر، ووضع يده على رأسه يبكي! (٢) الاستيعاب - بهامش الإصابة - ٣: ٣٩٧. وانظر: صحيح البخاري ١: ١٦٧ (باب ما يكره من النياحة)، النهايةلابن الأثير 5: 109، العقد الفريد 2: 76.
(3) فقد روى البخاري في صحيحه (1: 155، كتاب الجنائز): إن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الحالقة، وكذا روى النسائي في سننه (1: 217).