* بيت: البيت من الشعر: ما زاد على طريقة واحدة، يقع على الصغير والكبير، وقد يقال للمبني من غير الأبنية التي هي الأخبية بيت، والخباء: بيت صغير من صوف أو شعر، فإذا كان أكبر من الخباء، فهو بيت، ثم مظلة إذا كبرت عن البيت، وهي تسمى بيتا أيضا إذا كان ضخما مروقا. الجوهري: البيت معروف. التهذيب: وبيت الرجل داره، وبيته قصره، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بشر خديجة ببيت من قصب، أراد: بشرها بقصر من لؤلؤة مجوفة، أو بقصر من زمرذة. وقوله عز وجل: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة، معناه: ليس عليكم جناح أن تدخلوها بغير إذن، وجاء في التفسير: أنه يعني بها الخانات، وحوانيت التجار، والمواضع المباحة التي تباع فيها الأشياء، ويبيح أهلها دخولها، وقيل: إنه يعني بها الخربات التي يدخلها الرجل لبول أو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم: أي إمتاع لكم، تتفرجون بها مما بكم. وقوله عز وجل: في بيوت أذن الله أن ترفع، قال الزجاج: أراد المساجد، قال: وقال الحسن يعني به بيت المقدس، قال أبو الحسن: وجمعه تفخيما وتعظيما، وكذلك خص بناء أكثر العدد. وفي متصلة بقوله كمشكاة. وقد يكون البيت للعنكبوت والضب وغيره من ذوات الجحر. وفي التنزيل العزيز: وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وأنشد سيبويه فيما تضعه العرب على ألسنة البهائم، لضب يخاطب ابنه:
أهدموا بيتك، لا أبا لكا!
وأنا أمشي، الدألى، حوالكا ابن سيده: قال يعقوب السرفة دابة تبني لنفسها بيتا من كسار العيدان، وكذلك قال أبو عبيد: السرفة دابة تبني بيتا حسنا تكون فيه، فجعل لها بيتا. وقال أبو عبيد أيضا: الصيداني دابة تعمل لنفسها بيتا في جوف الأرض وتعميه، قال: وكل ذلك أراه على التشبيه ببيت الإنسان، وجمع البيت: أبيات وأباييت، مثل أقوال وأقاويل، وبيوت وبيوتات، وحكى أبو علي عن الفراء: أبياوات، وهذا نادر، وتصغيره بييت وبييت، بكسر أوله، والعامة تقول: بويت.
قال: وكذلك القول في تصغير شيخ، وعير، وشئ وأشباهها. وبيت البيت: بنيته.
والبيت من الشعر مشتق من بيت الخباء، وهو يقع على الصغير والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأنه يضم الكلام، كما يضم البيت أهله، ولذلك سموا مقطعاته أسبابا وأوتادا، على التشبيه لها بأسباب البيوت وأوتادها، والجمع: أبيات. وحكى سيبويه في جمعه بيوت، فتبعه ابن جني فقال، حين أنشد بيتي العجاج:
يا دار سلمى يا اسلمي! ثم اسلمي، فخندف هامة هذا العالم جاء بالتأسيس، ولم يجئ بها في شئ من البيوت. قال أبو الحسن، وإذا كان البيت من الشعر مشبها بالبيت من الخباء وسائر البناء، لم يمتنع أن يكسر على ما كسر عليه. التهذيب: والبيت من أبيات الشعر سمي بيتا، لأنه كلام جمع منظوما، فصار كبيت جمع من شقق، وكفاء، ورواق، وعمد، وقول الشاعر:
وبيت، على ظهر المطي، بنيته بأسمر مشقوق الخياشيم، يرعف