وليس بصلة لها، وينصبون خبره ويرفعونه، فيقولون: قامت مقام صفتين، والمعنى زيد في موضع فيه عمرو، فعمرو مرتفع بفيه، وهو صلة للموضع، وزيد مرتفع بفي الأولى، وهي خبره وليست بصلة لشئ، قال: وأهل البصرة يقولون حيث مضافة إلى جملة، فلذلك لم تخفض، وأنشد الفراء بيتا أجاز فيه الخفض، وهو قوله:
أما ترى حيث سهيل طالعا؟
فلما أضافها فتحها، كما يفعل بعند وخلف، وقال أبو الهيثم: حيث ظرف من الظروف، يحتاج إلى اسم وخبر، وهي تجمع معنى ظرفين كقولك: حيث عبد الله قاعد، زيد قائم، المعنة: الموضع الذي في عبد الله قاعد زيد قائم. قال: وحيث من حروف المواضع لا من حروف المعاني، وإنما ضمت، لأنها ضمنت الاسم الذي كانت تستحق إضافتها إليه، قال: وقال بعضهم إنما ضمت لأن أصلها حوث، فلما قلبوا واوها ياء، ضموا آخرها، قال أبو الهيثم: وهذا خطأ، لأنهم إنما يعقبون في الحرف ضمة دالة على واو ساقطة. الجوهري: حيث كلمة تدل على المكان، لأنه ظرف في الأمكنة، بمنزلة حين في الأزمنة، وهو اسم مبني، وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين، فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيها بالغايات، لأنها لم تجئ إلا مضافة إلى جملة، كقولك أقوم حيث يقوم زيد، ولم تقل حيث زيد، وتقول حيث تكون أكون، ومنهم من يبنيها على الفتح مثل كيف، استثقالا للضم مع الياء وهي من الظروف التي لا يجازى بها إلا مع ما، تقول حيثما تجلس أجلس، في معنى أينما، وقوله تعالى: ولا يفلح الساحر حيث أتى، وفي حرف ابن مسعود:
أين أتى. والعرب تقول: جئت من أين لا تعلم أي من حيث لا تعلم. قال الأصمعي: ومما تخطئ فيه العامة والخاصة باب حين وحيث، غلط فيه العلماء مثل أبي عبيدة وسيبويه. قال أبو حاتم: رأيت في كتاب سيبويه أشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أبي عبيدة بخطه، قال أبو حاتم: واعلم أن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حد لا يجاوزه، والأكثر من الناس جعلوهما معا حيث، قال: والصواب أن تقول رأيتك حيث كنت أي في الموضع الذي كنت فيه، واذهب حيث شئت أي إلى أي موضع شئت، وقال الله عز وجل: وكلا من حيث شئتما. ويقال: رأيتك حين خرج الحاج أي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا يجوز حيث خرج الحاج، وتقول: ائتني حين يقدم الحاج، ولا يجوز حيث يقدم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فليتعهد الرجل كلامه.
فإذا كان موضع يحسن فيه أين وأي موضع فهو حيث، لأن أين معناه حيث، وقولهم حيث كانوا، وأين كانوا، معناهما واحد، ولكن أجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين.
واعلم أنه يحسن في موضع حين: لما، وإذ، وإذا، ووقت، ويوم، وساعة، ومتى. تقول: رأيتك لما جئت، وحين جئت. وإذا جئت. ويقال: سأعطيك إذ جئت، ومتى جئت.
فصل الخاء المعجمة * خبث: الخبيث: ضد الطيب من الرزق والولد والناس، وقوله: