شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ١٤٢
فعيل بمعنى مفعول على فعلى، بل إنما يجمع عليه من ذلك ما كان متضمنا للآفات والمكاره التي يصاب بها الحي، كالقتل وغيره، حتى صار هذا الجمع يأتي أيضا لغير فعيل المذكور إذا شاركه في المعنى المذكور كما يتبين، فان أتى شئ منه بغير هذا المعنى لم يجمع هذا الجمع، نحو رجل حميد، ومنه سعيد في لغة من قال سعد - بضم السين على بناء ما لم يسم فاعله (1) فلا - يقال: حمدي ولا سعدى، وكذلك لا يقال فعلى في جمع ما انتقل إلى الاسمية من هذا الباب وهو ما دخله التاء، كالذبيحة والأكيلة والضحية والنطيحة، وإنما قلنا انتقلت إلى الاسمية لان الذبيحة ليست بمعنى المذبوح فقط حتى يقع على كل مذبوح كالمضروب الذي

(1) قال في اللسان: " سعد يسعد سعادة فهو سعيد: نقيض شقي، مثل سلم فهو سليم، وسعد - بالضم - فهو مسعود، والجمع سعداء، والأنثى بالهاء. قال الأزهري: وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود من سعده الله (بفتح العين)، ويجوز أن يكون من سعد يسعد (كفرح يفرح) فهو سعيد " اه‍ والحاصل أن سعيدا يجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل فيكون مأخوذا من الفعل اللازم الذي من باب فرح ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول فيكون مأخوذا من الفعل المتعدى الذي من باب فتح، فقول المؤلف. " في لغة من قال سعد بضم السين " لا يريد أنه مأخوذ من المبنى للمجهول لان المبنى للمجهول ليس هو أصل المشتقات إجماعا، ولان من بنى الفعل للمجهول جاء باسم المفعول على مفعول فقال: مسعود، وإنما يريد بهذه العبارة الإشارة إلى الفعل المتعدى، لان المبنى للمجهول لا يكون إلا من متعد
(١٤٢)
مفاتيح البحث: الجهل (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست