ويحذف في السعة شرطها وحده إذا كان منفيا بلا، مع إبقاء (لا)، نحو ذلك:
إيتني وإلا أضربك، أي: وإلا تأتني أضربك، وكذا يحذف بعد (إما) الشرطية مع بقاء (لا)، إذا تقدم ما يكون جوابا من حيث المعنى، كقولك: افعل هذا إما لا، أي: إما لا تفعل ذاك فافعل هذا.
وعند الكوفيين، تجئ (إن) بمعنى (إذ)، قالوا في قوله تعالى: (وإن كنتم في ريب... 1): إنها بمعنى إذ، لأن (إن) مفيدة للشك تعالى الله عنه.
والجواب: أن (إن) ليست للشك، بل لعدم القطع في الأشياء الجائز وقوعها وعدم وقوعها، لا للشك، ولو سلمنا ذلك أيضا، قلنا: انه تعالى يستعمل الكلمات استعمال المخلوقين 2، وإن كان يستحيل مدلولها في حقه تعالى، لضرب 3 من التأويل، كقوله تعالى:
(ليبلوكم فيما آتاكم 4)، لما كان التكليف من حيث التخيير في صورة الابتلاء، وقال تعالى: (لعلكم تتقون 5)، لما كانوا في صورة من يرتجى منهم ذلك، وقال: (يضل من يشاء 6)، أي يترك الألطاف لمن يعلم أنه لا ينفعه ذلك، فكذا قال تعالى: (إن كنتم مؤمنين 7)، و: (وإن كنتم في ريب 8)، لما كان أمرهم في نفسه محتملا للأيمان وضده، وللارتياب وضده، لا بالنسبة إلى علم الباري تعالى.
قوله: (مهما)، اختلف فيها، فقال بعضهم: هي كلمة غير مركبة على وزن .