شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٢
هرقته، ولا يتوقف على شئ آخر، والرفد: القدح الضخم، يقال: هريق رفده، إذا مات، وهو كناية كقولهم: صفر وطابه، والمقدرة كما في قوله: وأسري من معشر أقيال، أي: أسري من معشر، حصلت لي.
وأما نعت مجرور (أقل)، ففعلية أو طرفية، كما اخترنا في باب الاستثناء، واستشهد الأخفش على اسمية (رب) بقوله:
783 - إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن * عارا عليك ورب قتل عار 1 وقال: رب مبتدأ، وعار خبره، والأولى أن يكون (عار) خبر مبتدأ محذوف والجملة نعت مجرور رب، كقوله: يا رب هيجا هي خير من دعه، قوله: (لها صدر الكلام)، لما ذكرنا، قوله: (مختصة بنكرة)، كما أن ( كم) مختصة بالنكرات، وإنما وجب دخولها على النكرة، لأن النكرة محتملة للقلة والكثرة، نحو: جاءني رجل، وما جاءني رجل، فلو لم تحتملها لم تستعمل فيهما، والمعرفة إما دالة على القلة فقط، كالمفرد والمثني المعرفين، وإما دالة على الكثرة دون القلة كالجمع المعرف، ورب، وكم، علامتان للقلة والكثرة، وإنما يحتاج إلى العلامة في المحتمل، حتى يصير بها نصا، قوله: (موصوفة على الأصح)، هذا مذهب أبي علي وابن السراج، ومن تبعهما، وقيل: لا يجب ذلك، والأولى: الوجوب، لأن (رب) مبتدأ على ما اخترنا، لا خبر له، لإفادة صفة مجروره معنى الجملة، كما في: أقل رجل يقول ذلك على ما اخترنا، وقولهم: خطيئة يوم لا ا ء صيد فيه، ولا يوصف (رب) فلا يقال: رب رجل كريم بالرفع، كما لا يوصف (أقل)، لكون (رب) كحروف النفي فإن التقليل عندهم كالنفي، فلهذا ،

(1) من أبيات في رثاء يزيد بن المهلب بن أبي صفرة قالها بن كعب الذي اشتهر بثابت قطنة لأنه أصيب بسهم في إحدى عينيه وذهب إلى الحرب، وكان فارسا، فحشى في عينه قطنة، فاشتهر بذلك وقبل فيه شعر
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست