فإن قيل: فلما امتزجا فهلا أعربت الكلمة على النون، كما يعرب الاسم المؤنث على التاء لما ركبا، أو: هلا أعرب مع هذا الامتزاج على ما قبل النون، كما أعرب الاسم مع امتزاجه بالتنوين على ما قبله؟
قلت: إما لأن 1 الاسم أصل في الأعراب والفعل فرع عليه، فروعي إعراب الاسم بقدر ما أمكن، دون الفعل، ولا سيما والنون من خواص الأفعال فترجح جانب الفعلية، وضعفت مشابهة الاسم.
وهذا على مذهب البصريين.
وإما لأن علة إعراب الفعل ليست ظاهرة ظهور علة إعراب الاسم، وأكثر الأفعال مبنية، فيرجع إلى البناء لأدنى سبب.
وهذا على مذهب الكوفيين.
هذا، مع أن للعرب داعيا آخر إلى ترك إعراب ما قبل النون كما أعربوا الاسم على ما قبل التنوين فرجحوا لذلك الداعي موجب البناء مع ضعفه، وهو 2 اشتغال ما قبل النون المؤكدة بالحركة المجتلبة للفرق بين المفرد المذكر، والمجموع المذكر، والواحد المؤنث، ففتحوا في الأول، وضموا في الثاني، وكسروا في الثالث، لأجل الفرق، ولما كان أصل الاسم الأعراب، لم يبنوه مركبا مع التنوين، بناء الفعل مع النون، وأيضا، لم يكن للتنوين معه امتزاج قوي، ألا ترى إلى سقوطه في الوقف، وفي الإضافة، ومع اللام، ولضعف الامتزاج لم يعرب على التنوين كما أعرب على تاء التأنيث.
وقال بعضهم: جميع ما اتصل به النونات 3 من المضارع، باق على إعرابه، كما أن الاسم معرب، لكن لما اشتغل حرف الأعراب بالحركة المجتلبة قبل إعراب الكلمة .