ما ذكر من التوسعة فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أني قد سقيت السم في تسع تمرات، وإني أحتضر غدا، وبعد غد أموت، فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة (1).
وروي أنه (عليه السلام) لما حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضر مولى له مدنيا ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله وتكفينه، ففعل ذلك.
وقال السندي: فكنت أسأله في الإذن لي في أن أكفنه فأبى، وقال: إنا أهل بيت مهور نسائنا، وحج صرورتنا (2)، وأكفان موتانا، من طاهر أموالنا، وعندي كفن، وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان، فتولى ذلك منه (3).
ولبث بعدما سقاه السم ثلاثة أيام موعوكا منه. ثم توفي في آخر اليوم الثالث كما أخبر عن نفسه صلوات الله عليه غريبا مسموما شهيدا مظلوما صابرا محتسبا بعد ما حبس أربع سنوات، أو سبع سنوات.
ولما توفي موسى بن جعفر (عليهما السلام) أدخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه لا أثر به من جرح ولا خنق، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه، فشهدوا على ذلك (4).