وحمل هذه الرسالة قيس بن مسهر الصيداوي من بني أسد، وعبد الرحمن ابن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي، كما حملوا معهم نحوا من خمسين صحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة (1) وهي تحت الامام على الاسراع إليهم والترحيب بقدومه، وتعلن دعمهم الكامل له.
3 - وأرسل هذه الرسالة جماعة من الانتهازيين الذين لا يؤمنون بالله، وهم شبث بن ربعي اليربوعي ومحمد بن عمر التميمي، وحجار بن أبجر العجلي، ويزيد بن الحارث الشيباني، وعزرة بن قيس الأحمسي، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وهذا نصها:
" أما بعد: فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام (2) فأقدم على جند لك مجندة والسلام عليك،.. " (3).
وأعربت هذه الرسالة عن شيوع الامل وازدهار الحياة، وتهيأة البلاد عسكريا للاخذ بحق الامام، ومناجزة خصومه، وقد وقعها أولئك الأشخاص الذين كانوا في طليعة القوى التي زجها ابن مرجانة لحرب الامام ومن المؤكد أنهم لم يكونوا مؤمنين بحقه، وانما اندفعوا لمساومة السلطة الأموية، والحصول منها على الأموال ومتع الحياة، كما صرح الإمام الحسين بذلك أمام أصحابه.
4 - ومن بين تلك الرسائل " انا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة، فأقدم علينا فنحن في مائة الف سيف، فقد فشا فينا الجور، وعمل فينا بغير كتاب الله وسنة نبيه، ونرجوا أن يجمعنا