وفي حديث علي (عليه السلام): (والحكم لله والمعود إليه يوم القيامة) قال في النهاية: أي المعاد، هكذا جاء المعود على الأصل، وهو مفعل من عاد يعود، ومن حق أمثاله أن تقلب واوه ألفا كالمقام والمراح، ولكنه استعمل على الأصل (١).
وقوله تعالى: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد﴾ (2) قيل: لراجع لك إلى مكة وهي معاد الحج لأنهم يعودون إليها، ومعاد الرجل بلدته لأنه يطوف البلاد ثم يعود إليها، وقيل: إلى المعاد الذي هو بعث الأجسام البشرية، وتعلق أنفسها بها للنفع أو الانتصاف والجزاء، ويكون المعاد مصدرا ميميا، ويوم المعاد يحتمل الوجهين.
والبدء مصدر قولك بدأت بالشيء أبدء بدءا - من باب منع - ابتدأت به، والبدءة كالبدء بمعنى الابتداء، وبدأ الله الخلق وأبدءهم بمعنى، وفلان ما يبدئ وما يعيد أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة، وقد مرت الإشارة إلى تفصيل معاني هذه المادة.
ويقال: رجع عوده إلى بدئه إذا رجع في الطريق الخاص الذي جاء منه، وفعل ذلك عودا وبدءا، وفي عوده وبدئه، وفي عودته وبدءته كلها بمعنى، وهو كذلك بادئ الرأي أي في أول رأي رآه، وابتدأه بادي الرأي غير مهموز من البدو بمعنى الظهور أي في ظاهر الرأي والنظر، قال بعض الأفاضل: عودا وبدءا أي أولا وآخرا.
وفي رواية ابن أبي الحديد وغيره: (أقول عودا على بدء) (3) والمعنى واحد، والمراد من الفقرة اني أقول هذه الكلمة أولا وآخرا، وأعود إليها مرة بعد أخرى، ولا أتركها بل ألازمها وأمارسها.
و (الشطط) بالتحريك: البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شئ، وفي