أنفسكم - بفتح الفاء - أي من أشرفكم (١).
وفي الجوامع: قيل: هو قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) (٢).
(عزيز عليه ما عنتم) أي شاق شديد عليه عنتكم ولقاءكم المكروه، والعنت هو المشقة، أو ما يلحقكم من الضرر بترك الإيمان أو مطلقا، أو ما أثمتم، أو ما أعنتكم وضركم، أو ما هلكتم عليه، أو ما أنكرتم وجحدتم.
(حريص عليكم) أي على إيمانكم باصلاح شأنكم حتى لا يخرج أحد منكم عن الاستسعاد بدينه الذي جاء به، أو حريص على من لم يؤمن أن يؤمن بالمؤمنين.
(رؤوف رحيم) قيل: هما واحد، والرأفة شدة الرحمة والتقديم لرعاية الفواصل، قيل: رؤوف بالمطيعين منهم رحيم بالمذنبين، وقيل: رؤوف بأقربائه رحيم بأوليائه، أو رؤوف لمن رآه رحيم بمن لم يره، أو رؤوف بالمؤمنين منكم ومن غيركم ورحيم عليهم.
وقال بعض السلف: لم يجمع الله سبحانه لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا النبي (صلى الله عليه وآله)، فإنه قال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) وقال:
﴿إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾ (3).
قولها (عليها السلام): (فإن تعزوه) هو من قولهم: عزوته إلى أبيه نسبته إليه، وعزيته لغة أيضا فاعتزى هو وتعزى أي انتمى وانتسب، والاسم العزاء، وفي الحديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا) (4) يعني بنسب الجاهلية، وهو الانتساب إلى القوم بأن يقول عند ندائه: أنا فلان بن فلان، ينتمي