فلان ناهيك من رجل كما تقول: حسبك من رجل.
و (الشرب) بالضم اسم من شربت الماء أو غيره من المائعات شربا - بالفتح - كما في المصباح (١)، من باب علم، وقيل: الضم أيضا لغة في المصدر، ولا يقال في الطائر شرب الماء بل يقال: حساه حسوا، كما يقال: عب الماء عبا وهو الشرب بلا مص، والظاهر اختصاص الشرب بما كان بالمص وقد يستعمل في غيره مجازا.
والشرب - بالكسر - الحظ والنصيب من الماء، ومنه قوله تعالى: ﴿هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم﴾ (٢) وأشربته: أسقيته، و ﴿اشربوا في قلوبهم العجل﴾ (3) أي حب العجل.
وفي الخبر: (من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة)، قيل: هذا من باب التعليق في البيان، أراد انه لم يدخل الجنة لأن الخمر من شراب أهل الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة لم يكن دخل الجنة (4).
وفي الحديث نهى عن الشرب قائما (5)، قيل: هو للتنزيه لأن أعضاء القائم ليست مطمئنة ساكنة، فربما انحرف الماء عن موضعه المعلوم من المعدة فيؤذى، وفي رواية أخرى عن علي (عليه السلام) انه كان يشرب الماء وهو قائم (6)، وعن الصادق (عليه السلام) انه قال: (الشرب قائما أقوى لك وأصح) (7).
وحمل الخبر الأول الناهي عن الشرب قائما على الشرب في الليل، والثاني