وكل من الفقرتين صالحة لأن يرجع الضمير إليها، كما يجوز رجوعه إليهما معا بجعلهما ككلمة واحدة من حيث الهيئة التركيبية، أو المراد بالضمير ما تقولها بعد ذلك في مقام المنازعة.
قولها (عليها السلام): (عودا وبدءا) العود مصدر قولك عاد إلى كذا ولكذا يعود عودا أو عودة صار إليه ورجع، وهو يستلزم كونه عليه أولا، قال تعالى:
﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه﴾ (1) وفي المثل: (العود أحمد) (2)، قال الشاعر:
جزينا بني شيبان أمس بقرضهم * وجئنا بمثل البدء والعود أحمد (3) والمعاد هو محل العود، ويقال للمعشر المعاد لأن الناس منه فارقون وإليه راجعون عائدون.
فرقتي لو لم تكن في ذا السكون * لم يقل انا إليه راجعون راجع آن بأشد كه باز آيد به شهر * سوى وحدت آيد از تفريق دهر وله تفصيل موكول إلى محله معلوم عند أهله.
وفي الصحاح: قد عاد إليه بعد ما كان أعرض عنه، والمعاد: المصير والمرجع، والآخرة معاد الخلق، إنتهى (4).
وفي أسمائه المعيد، وهو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات في الدنيا، وبعد الممات إلى الحياة يوم القيامة، ومنه الحديث: (إن الله يحب الرجل القوي المبدئ المعيد) (5) أي الذي أبدأ في غزوة وأعاد فغزا مرة بعد مرة، أو جرب الأمور طورا بعد طور، والفرس المبدئ المعيد هو الذي غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة، وقيل: هو الذي قد ريض وأدب فهو طوع راكبه.