الكشف: (ما أقول ذلك سرفا ولا شططا) (١).
وأصل الشطط هو البعد الجسماني مصدر قولك: شطت الدار شطا وشطوطا - من باب نصر وضرب - أي بعدت، ثم استعمل في البعد المعنوي والتجاوز عن الحد والمقدار ونحو ذلك، واشط واشتط في السوم أي أبعد، وشط فلان في حكمه وأشط إذا جار، ومنه قوله تعالى: ﴿فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط﴾ (2).
وفي الحديث: (لها مهر مثلها لا وكس ولا شطط) (3) أي لا نقصان ولا زيادة، والمراد هنا اني لا أطلب فدك ولا أفعل فيها من المنازعة من باب البعد عن الحق والتجاوز عن القدر، بل هي حق يلزم علي أن أطلبه ولا يسوغ لي أن أتركه.
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) عنى بالرسول محمدا (صلى الله عليه وآله) أي جاءكم رسول من جنسكم من البشر، ثم من العرب، ثم من بني إسماعيل، ثم من أهل مكة، والمراد أنه من نكاح طيب لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية، كما روى عن الصادق (عليه السلام) (4).
وروى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شئ، ما ولدني إلا نكاح الإسلام (5).
وعلى الوجه الأول قيل: وإنما من الله سبحانه عليهم بكونه منهم، لأنهم إذا عرفوا مولده ومنشأه وشاهدوه صغيرا وكبيرا، وعرفوا حاله في صدقه وأمانته، ولم يعثروا على شئ يوجب نقصا فيه، فبالحري أن يكونوا أقرب إلى القبول منه والانقياد له.
وعن القمي: (رسول من أنفسكم) أي مثلكم في الخلقة، قال: ويقرأ من