وقاذف، فالحاذف بالعصا والقاذف بالحجارة، وقذفت الحائض الدم أي رمته.
وفي الخبر: (إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا) (١) أي يلقي ويوقع، وقذف الرجل أي قاء كأنه رمى بالقئ من باطنه إلى الخارج، والقذيفة: القبيحة وهي الشتم، وقذف بقوله: تكلم من غير تدبر ولا تأمل.
و (الحجاب) بالكسر: الستر كذلك، وهو ما يحجب به كاللباس والنظام والكتاب والقوام ونحو ذلك من حجبه حجبا - من باب قتل - منعه، إذ الحجاب يمنع المشاهدة، وقيل للبواب حاجب لأنه يمنع الدخول.
والأصل في الحجاب جسم حائل بين جسدين، وقد استعمل في المعاني أيضا، فقيل: العجز حجاب بين الإنسان وبين أمره ومراده، والمعصية حجاب بين العبد وبين ربه، وجمعه حجب ككتاب وكتب، واحتجب الملك عن الناس أي استتر، وقوله تعالى: ﴿حتى توارت بالحجاب﴾ (٢) وكذا في حديث الصلاة، أي حتى غابت الشمس في الأفق واستترت به.
وفيه: إن الله يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب، قيل: يا رسول الله وما الحجاب؟
قال: أن تموت النفس وهي مشركة (٣). كأنها حجبت بالموت مع الشرك عن الإيمان، ويجوز أن يكون الموت هو الحجاب لكونه حجابا عن الرجوع إلى الدنيا، أو حجابا عن أن يكون إيمانه نافعا، كما قال تعالى: ﴿فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا﴾ (4).
ومنه: (من اطلع الحجاب واقع ما وراءه) أي إذا مات الإنسان رأى ما وراء الحجابين: حجاب الجنة وحجاب النار، وقيل: اطلاع الحجاب مد الرأس، لأن المطالع يمد رأسه ينظر من وراء الحجاب وهو الستر، وقوله تعالى: (وبينهما